اللون كأداة لتموضع وتميّز علامتك

مفهوم عميق وفعّال

٢٦ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ

تاريخ النشر

مظهر العلامة

التصنيف

5 min

وقت القراءة

لماذا بعض الألوان تصبح أيقونية، بينما ألوان أخرى تختفي رغم صحتها نظريًا؟

أزمة الألوان، نعم اسميها أزمة لأن الكثيرين يعلقون عند اختيار ألوان هوية العلامة. وهذا طبيعي؛ لأن الأغلبية يختارون اللون بناءً على الميول والجمالية.

في هذا المقال سأغير نظرتك تجاه الألوان، وكيف يمكن للون أن يصبح أداة استراتيجية لبناء عالم وعلامة واضحة.

من لون إلى إشارة

60% من الناس تختار اللون لشكل وجمالية، 30% يختارون بناءً على تأثيره النفسي، 10% يختارون لإيصال معنى وكإشارة اجتماعية

اختيار اللون من ناحية نفسية خطوة ممتازة، مثل اختيار الأزرق الفاتح لإيصال شعور الهدوء. لكن هناك غياب للقصة.

ولكن عندما يُختار اللون كقصة وإشارة يكون أكثر تأثيرًا، يخلق ارتباط، ويولّد انتماء. طبعًا اذا تم بشكل مدروس وقبل ذلك استراتيجية علامة مُتقنة.

اللون كـ World-Building

اللون لا يمثل العلامة فحسب، بل يمثل العالم الذي تنتمي إليه. أريد ترجمة World-Building ولكن لايوجد في الحقيقة سوى أني أشرحه وهو..

أن العلامة لا تُقدِّم منتجًا أو خدمة فقط، بل يعني خلق عالم كامل للعلامة، يجعل الجمهور يشعر أنه جزء منه، ومعناه أيضًا يكمن في الجواب عن سؤال غير منطوق لدى الجمهور:

لو تعاملت مع هذه العلامة… كيف سأشعر؟ كيف سأتصرف؟ كيف سأبدو؟. او بالعربي: ايش الجو حق العلامة؟

الهوية البصرية عبارة عن شعار، ألوان، خطوط، ونظام بصري.

عالم العلامة عبارة عن أسلوب، طاقة، وسياق ثقافي.

تخيّل أنك تسمع صوت إطلاق نار وحده، بدون صورة، ستشعر بتأثير نفسي فقط. لكن إذا سمعته أثناء مشهد حرب في فيلم، مرتبط بالقصة والشخصيات، فإن التأثير يصبح أقوى ويخلق ارتباطًا.

اللون يصبح فعال بشكل أكبر عندما يكون جزءًا من عالم متكامل، عالم له قصة، وشخصية، وسلوك واضح. ومعه، يتحول إلى إشارة يفهمها الناس (جمهورك وعملاءك) ويريدون الانتماء لها.

بدون هذا العالم، اللون مجرد اختيار بصري ليس أبعد من ذلك.

نحن في زمن يحتاج الفرد أن يشعر بالانتماء، واللون يصل لمراحل أن يستخدمه الفرد ليعبر أنه منتمي لعالم، لمجتمع معين، حتى إن لم يشتري من العلامة.

مثال واقعي

مشروع إنقلش زون ون الذي عملت فيه على بناء الاستراتيجية وتطوير الهوية.. أكثر نقطة تعمقنا فيها في المشروع كانت تغيير ألوان العلامة من أزرق وأحمر إلى أزرق وبرتقالي، خصوصًا البرتقالي. ومؤسس العلامة تردد كثيرًا وبعد أن عرف السياق.. اعتمد.

شركته قائمة من سنوات، أداءها ممتاز، لديها مجتمع نشط ومترابط من الطلاب وتحرص على تقديم أنشطة خارجية وتفاعلية مع طلابها.

بإختصار لديهم قبيلة، لديهم عالم. أعدت صياغة ألوانهم لكي ترتبط بذلك العالم

إذًا الشروط ليرتبط اللون فعلًا بذلك ويكون كإشارة، يجب أن:

  • اولًا يرتبط بقصة وأسلوب حياة

  • ثم يظهر بتكرار عبر كل نقاط الاتصال للعلامة

وإذا نظرنا إلى قطاع التقنية، نجد مثال Zid، أشهر المنصات العربية في إنشاء المتاجر. لونهم البنفسجي معروف، وعند رؤيته يرتبط مباشرة بمجتمع يقول: “نحن Zid، يعني مجتمع لنمو متجرك”. هنا أيضًا اللون ليس مجرد عنصر تصميم، بل إشارة للانتماء لعالم واضح.

ما فائدة كل ذلك؟

أتخيل نفسي مكانك كمؤسس لعلامة ناشئة واسأل:

"ايش بستفيد؟ ايش مردود هذه المنهجية في اختيار اللون؟". وهذا سؤال منطقي صراحة، وإليك الإجابات…

يحوّل اللون من مجرد صبغة إلى لغة ورسالة، يقلل من تكلفة التسويق والدعاية، يزيد وضوح العلامة وتميّزها، ويبني الانتماء والولاء طويل المدى.

والآن لتسأل نفسك كصاحب علامة:

  • ما لون عالم علامتك، لا لون شعارك؟

  • ما الدرجة التي قد يرتديها شخص ليقول إنه جزء من مجتمعك؟

  • ما الشيء البصري الذي يمكن لجمهورك استخدامه دون شراء؟

العلامات القادرة على الإجابة عن هذه الأسئلة هي التي تصنع ثقافة وبذات الوقت تبيع الكثير.

جوهر الفكرة

اللون لم يعد قرار تصميم، بل أداة تموضع وبناء مجتمع.

تصلك أحدث المقالات مباشرة ومجانًا على بريدك

تركز المقالات على بناء وتطوير العلامات الناشئة وأهمية البراند الشخصي للمؤسس، أتطرق فيها حول الظهور والتسويق والمحتوى، وأفكاري حول ريادة الأعمال العصرية.

تحتاج توجيه عملي؟

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة لأوجهك

وأبين لك الطريق

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة

لأوجهك وأبين لك الطريق

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة لأوجهك وأبين لك الطريق