دورك كمؤسس: قوة خفية وراء نجاح علامتك

يغفل عنه روّاد كُثُر

١٩ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ

تاريخ النشر

ريادة الأعمال

التصنيف

4 min

وقت القراءة

سألت نفسي: لماذا إيلون ماسك يظهر وينشر محتوى بإستمرار؟ لماذا مازن الضرّاب نتذكره عندما نتذكره شركته (زد)؟

ريادة الأعمال بطبعها ليست مماثلة للمشاريع التقليدية، وفي هذا الزمن أصبح دور رائد الأعمال لا يُكتفى ببناء المشروع فحسب.

في هذا المقال سأفتح الباب على الجانب الآخر لك كصاحب علامة أو بزنس عمومًا. على الأغلب هذه أول مرة ستقرأ فيها عن هذا الموضوع بهذا العمق.

اولًا دعنا نتفق

كل علامة، بزنس، ورائد أعمال يجب أن يتأكد ان مقولة "every company is a media company" هي أصدق شيء قد تقرأه.

نحن في زمن أصبح الإعلام والسوشال ميديا ضرورة حتمية، لذلك كل علامة مهما اختلف القطاع التي تتواجد فيه، فهي علامة إعلامية (وصف مجازي). بمعنى أن من أهم أركانها هو المحتوى والظهور الرقمي.

فإذا كانت كل علامة وكأنها علامة إعلامية، فهذا يعني أن تركيبة التسويق وكيفيته قد تغيّرت.

السوق تغير

في زمن أصبحت فيه الدوافع للشراء نفسية.. لم يعد يكفي أن تنشر أو ينشر فريقك محتوى تسويقي يتحدث عن المنتج بذاته، لا عن مميزاته ولا أسعاره، بل يجب التطرق للدوافع النفسية.

الناس لا يشترون المنتجات فقط، بل يشترون الأشخاص الذين يقفون خلفها. قصة المؤسس، قيمه، وصوته أصبحت مهمة بقدر أهمية الشعار أو العلامة—وربما أهم.

التوجّه الحالي في السوق أصبح Founder-Led Brands، يعني أن المؤسس يكون واجهة للعلامة ويقود رسالتها للعلن.

المسألة مسألة قيادة

بناء براند يعني أنك تتبنى توجّه، يعني أنك تحمل قضية ورسالة تريد إيصالها وليست الغاية هي المال. المال نتيجة، ونتيجته تعتمد على إتقانك في بناء البراند ونشر رسالته.

طبيعة المؤسس أن يقود فريقه، يقود الثقافة الداخلية، أي رائد أعمال هو قائد، ولكن المعظم يكون خلف الستار، غائب عن الجمهور والمشترين.

إذا عدنا إلى نقطة الدوافع النفسية للشراء، فمن الدوافع هي الثقة والإيمان، عندما أرى صاحب العلامة يظهر وينشر الرسالة سأكون مستعد للشراء حتى إن كان المنافس يقدّم جودة وسعر أفضل. اولًا لاني شعرت بثقة أكبر وثانيًا لأني مؤمن بنفس الرسالة.

باختصار، الناس ترتبط بالمؤسس، ثم ترتبط بالمنتج. دراسة نشرتها صحيفة فوربس تقول أن 82٪ من المستهلكين أكثر احتمالًا أن يثقوا بشركة حين يكون قادتها نشطين على وسائل التواصل.

لماذا؟ لأن التواجد يصنع الألفة… والألفة تَصنع الثقة.

والأمثلة كثيرة.. تيسلا وإيلون ماسك، آبل وستيف جوبز، زد ومازن الضراب، والكثير.

ستقول: "انا براند ليس كبير، هؤلاء أمثلة ظهروا في الإعلام لأنهم نجحوا."
لكن الواقع.. هم نجحوا لأنهم ظهروا.

ظهورهم كان جزءًا أساسيًا من بناء العلامة، وليس نتيجة لها.

كيف تظهر كمؤسس

لا تحتاج إلى جمهور ضخم لبدء بناء الثقة. ما يهم فعليًا هو اتساقك ووضوحك:

  • الصفحات: ظهورك يكون في صفحاتك الشخصية، وأيضًا في صفحات العلامة. الهدف من ذلك أن يكون الظهور في صفحات العلامة مدروس ويناسب العلامة، اما في صفحاتك فلا بأس أن تشارك امور مختلفة.

  • قصة البداية: من الضروري أن تنشر قصتك. لماذا انشأت العلامة، ما المشكلة التي تحاول حلها.

  • شارك الدروس: من الامور الجميلة هي أن تشارك القصص والتحديات وماتعلمته في رحلتك.

  • تواجد في غير صفحاتك: وهذه أهم نقطة. ظهور في بودكاست، لقاء، أو ندوة، كلها تعزز بناء السمعة.

ولكن كن حذر، انت لست أداة التسويق للعلامة، بمعنى أنه من الخطأ أن تصبح أنت المحتوى وكله يتمحور من خلالك. ظهورك فقط للصورة العامة، للوعي وزيادة الثقة. فريقك هو مسؤول عن بقية المحتوى وتفاصيله.

الخلاصة

العلامات التجارية التي تزدهر اليوم هي تلك التي يقودها شغف المؤسس، هدفه، ووجوده الظاهر. مايفرق اذا تبدأ للتو أو تتوسع، المهم تذكّر: قصتك مو إلهاءً عن علامتك التجارية، بل هي قلبها النابض.

حان الوقت لتخرج من خلف الشعار وبين جدران مقر العمل ومكاتب الفريق. دع الناس يلتقون بالشخص الذي يقف خلف المنتج، خلف الرسالة، خلف البراند. هكذا تكون قيادة العلامات لتنتصر وتحقق مبتغاها.

تصلك أحدث المقالات مباشرة ومجانًا على بريدك

تركز المقالات على بناء وتطوير العلامات الناشئة وأهمية البراند الشخصي للمؤسس، أتطرق فيها حول الظهور والتسويق والمحتوى، وأفكاري حول ريادة الأعمال العصرية.

تحتاج توجيه عملي؟

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة لأوجهك

وأبين لك الطريق

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة

لأوجهك وأبين لك الطريق

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة لأوجهك وأبين لك الطريق