المفتاح العصري لنجاح علامتك

البزنس وعلم النفس

١٩ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ

تاريخ النشر

ريادة الأعمال

التصنيف

5 min

وقت القراءة

لتبني علامة.. السوق اليوم لم يعد يحركه السعر ولا الجودة… بل دوافع الإنسان التي لم يفهمها المؤسسين والروّاد بعد.

سأكون واضح معك، المقال عميق، لكن بسطته لك قدر المستطاع؛ لأنه سينوّرك جدًا

جد جدي و جد جدّك، ما الذي كانوا يحتاجوه ويقضون يومهم كله من اجله؟، السعي والبحث عن سبل توفير الطعام والشراب والمسكن لهم ولأسرتهم. معظم وقتهم يروح هناك.

نسميها الاحتياجات (الفسيولوجية) للإنسان لكي يعيش، وذلك قبل ان يتطور العالم وتصبح هذه من الامور المتوفرة بسهولة

بعدها، أصبح البحث الأهم عن (الأمان) حيث الوظيفة، الصحة، التعليم، وغيره. ثم (الاحتياجات الاجتماعية) حيث علاقات عاطفية، صداقة، وغيره

باختصار، هذه المستويات الثلاث الأساسية أصبحت مغطاة لمعظم الناس في زمننا الحالي. لكن ماذا بعد ذلك؟

الرغبات العليا

بدأت الرغبات العليا تُظهر لنا، مستويين تالية:

  • الحاجة للتقدير: المكانة الاجتماعية، الشعور باحترام الآخرين، واكتساب الثقة

  • تحقيق الذات: أن تجد وتحقق الرسالة والغاية في حياتك

المستويات الخمسة تُعرف بـ هرم ماسلو، وفي هذا المقال بنعطيها نظرة من ناحية بزنس.. استراتيجية العلامات، تركيز التسويق، وكيف تتبنى العلامات الناشئة هذه الرغبات

الإنسان المعاصر

حسب كلامنا اللي فوق، هذا يعني ان رغبات الإنسان الحديث تغيرت

مسألة ان ابيع عليك منتج او خدمة واقول لك أنها ذات جودة عالية، انتهت. إلا في حال تبغى يكون عندك مشروع تجاري عادي

ننتقل للمهم، رغبات الإنسان الحالي:

  • الانتماء والمجتمع

  • التقدير والاعتراف

  • النمو الشخصي

  • الرسالة والغاية، تحقيق الذات

اذًا، يجب أن يكون الاتجاه الحديث للعلامات ليس فقط بيع منتجات أو خدمات، بل التالي:

  • تساعد الجمهور على النمو الشخصي

  • او تبني مجتمعات حول قيم مشتركة

  • او تمنح معنى وقيمة

نحن في زمن أصبحت فيه الجودة ليست ميزة بل من البديهيات.

الأمر يشبه سباقًا غيّروا نقطة النهاية فيه دون أن يخبروا الجميع. معظم العلامات ما زالت تركض نحو "السعر" و"الجودة"، بينما نقطة الفوز أصبحت في مكان آخر تمامًا: في المعنى، والانتماء، والقيمة التي يشعر بها الإنسان.

انتقلنا من مجرد منتج/خدمة ← إلى تمكين وتقدير الإنسان

لنتعمق عمليًا..

انت احد الحالتين، اما لديك مشروع حاليًا وتسعى لتطويره وتسويقه أكثر، او أنك مُقبل على بناء مشروع. لذلك سأعطيك الآن عمليًا كيف نعكس هرم ماسلو لكلا الحالتين.

الحالة الاولى: مشروع قائم حاليًا

على الأغلب أن اساس نشاطك/منتجاتك/خدماتك هي في احد المستويات الأساسية للهرم

لنأخذ مثال حقيقي لمشروع عملت عليه مع عميل قبل فترة

  • النشاط الأساسي: شركة تقدم خدمات الطلاب لدراسة اللغة في الخارج

  • مكانها في الهرم: المستوى الثاني (الأمان)، كوْنها تتعلق بالتعليم

العلامة خدمتها واضحة، ولكن لتتمركز بين المنافسين بل وتسبقهم وتتموضع بشكل مميز في ذهن العملاء والطلاب، احتجنا أن نفكر في مستويات الهرم التالية

هل نغير نشاطها الرئيسي؟ طبعًا لا

لدينا أفكار نحو التوجّه للأعلى:

1- انتماء: إنشاء مجتمع تفاعلي، دعم وسند مستمر

2- غاية ورسالة: ابراز رؤية العلامة في أنها تركّز على أنها تمكّنك من أن ترتقي بالمجتمع وحياتك العملية من خلال إتقان وبراعة اللغة الإنجليزية

لم نغيّر أساس العلامة، بل صعدنا للمستويات العليا لتلبية الشعور، فانتقلنا من (خدمة) إلى (تمكين)، وحينها تغيّر كل شيء: الشخصية، التموضع ، والرسالة التسويقية. ثم طورنا الهوية البصرية لتتماشى مع ذلك.

الحالة الثانية: مُقبل على بناء مشروع

شجاع؟ عقلية رائد الأعمال مُغامرة، لذلك في هذه الحالة تبني النشاط الأساسي والمنتج او الخدمة على المستويات العليا مباشرة

لنفكّر في مثال

  • النشاط الأساسي: منصة رقمية لتمكين مقدمي الخدمات الإبداعية في بناء شركة من فرد واحد، لنطلق عليها اسم "رقميّون"

  • مكانها في الهرم: المستوى الرابع (التقدير) حيث الثقة والحرية والمكانة

  • الميزة: نُدرة في السوق لهذا النوع من المشاريع، بل ومعها ميزة المتحرك الأول First Mover Advantage

تَمحوَر المنتج الأساسي إلى وسيلة لتحقيق تلك القيم العليا، تلك أساسًا غاية وقضية المنصة.

لنلخص الحالتين

الحالة الاولى بدأت من قاعدة الهرم، ثم ترتقي تدريجيًا في تموضعها عبر الانتماء، التقدير، تحقيق الذات، والرسالة

الحالة الثانية بدأت مباشرة من المستويات العليا، وجعلت المنتج الأساسي مجرد أداة لتحقيق المعنى والقيم

سؤال مهم: هل اي مشروع او علامة ستبدأ، يجب أن تتبع الحالة الثانية؟

الإجابة ببساطة لا، السوق يحتاج لنشاطات من المستويات الأساسية، ولكن لابد من اتباع منهجية عُليا في استراتيجية التسويق والتموضع

خلاصة الأمر

المستقبل لن يكون لمن يبيع أكثر… بل لمن يجعل الإنسان يشعر أكثر. ومن يمنح الإنسان المعنى، سيحصد في النهاية ما يبحث عنه الجميع: الولاء… والبيع الكثير.

مشكلة الكثيرين أنهم يفكرون يحلون مشاكل اليوم بحلول الأمس. الصعوبات والمنافسة في السوق اليوم تحتاج حل لتوجّه المستقبل وليس بفكرة من الماضي.

راجع اليوم أين علامتك في هرم ماسلو، وخطّط تماشيًا مع الاتجاهات القادمة.

تصلك أحدث المقالات مباشرة ومجانًا على بريدك

تركز المقالات على بناء وتطوير العلامات الناشئة وأهمية البراند الشخصي للمؤسس، أتطرق فيها حول الظهور والتسويق والمحتوى، وأفكاري حول ريادة الأعمال العصرية.

تحتاج توجيه عملي؟

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة لأوجهك

وأبين لك الطريق

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة

لأوجهك وأبين لك الطريق

اختصر وقتك وجهدك في التفكير، واعطني الفرصة لأوجهك وأبين لك الطريق