ليست كل هوية جميلة ناجحة

اهلًا بك في احد اكثر المواضيع التي قد تعيد نظرتك تجاه الهوية البصرية!

قد تقع او يقع الكثير من مصممي الهويات البصرية او من يرغب في امتلاك هوية بصرية في الفخ الاكثر شيوعًا وكارثية. حيث يركز الجميع على ان تكون الهوية ملفتة للنظر، جميلة، وابداعية، ويستاهلون مع الجانب الاهم وهو ان تكون الهوية صحيحة تحقق قيمة فعلية للمشروع وتكون ذات أثر حقيقي

هذا الفخ "يزعجني جدًا" لأنني اخشى على اصحاب المشاريع ان يحصلون على هوية بصرية تهوي بمشروعهم وتؤثر عليه سلبًا لأنها سقطت في هذا الفخ (دون وعي او قصد)، لذلك اود ان امسك بكل شخص واخبره بأن لا يهتم كثيرًا بالجانب الجمالي وينسى الجانب العملي الصحيح.

ما الفرق اساسًا بين الصحيحة والجميلة

في البداية دعنا نتفق ان الهوية البصرية هي المظهر البصري وركن من أركان الانطباع الاولي الذي يتلقاه عملاء/جمهور اي علامة، لذلك فإن اهميتها بالغة. بل ودعنا نتفق أيضًا ان الهوية من الجميل ان تكون جميلة بشرط ان تكون صحيحة أيضًا.

الهوية البصرية الجميلة: اقصد بها تلك الهوية التي تُصمَّم فقط على اساس مظهرها الجميل ومدى حبك لألوانها وإعجابك بشكل شعارها

الهوية البصرية الصحيحة: هي تلك الهوية الجميلة، ولكن قبل ذلك هي تحظى بتركيز وحرص كافي على ان يتم تكوينها بناءً على استراتيجية العلامة، شخصيتها، صفاتها، جمهورها وعملاءه المستهدفين، تموضعها، الرسالة التسويقية، وغيرها.

واذا عدنا الى اساس وقوع الكثيرين في هذا الفخ، نجد انه بسبب ضعف او انعدام استراتيجية البراند

ما الذي يحدث عندما لا تحصل على هوية صحيحة

لن اكتفي بإلقاء دراسات نظرية عليك مثل احدها التي تقول أن الهوية الغير صحيحة قد تؤثر سلبًا بنسبة تزيد عن 40% في ثقة جمهورك المستهدف في التعامل معك

بل دعني اسرد لك قصة نجاح هوية بصرية صحيحة لتعرف مدى الفرق والأهمية

في احد المشاريع التي عملت عليها في عام 2021 كمصمم للهوية البصرية لعلامة تجارية ناشئة في قطاع المطاعم تدعى "شواية فاكتوري" تُقدم دجاج الشواية مع الأرز (طبق تقليدي يقدّم في العادة بأسلوب وطريقة عادية جدًا)، اخبرني العميل (صاحب هذا البراند) ان اهدافه تختلف عن مطاعم الشواية التقليدية:

• يريد ان يقدم تلك الوجبة بطريقة عصرية

• يريد ان يستهدف فئة شبابية في السوق

• يريد ان يغيّر مفهوم طريقة تناول هذا الطبق*

*بالعادة يُقدَّم هذا الطبق في قصدير بدائي، بينما "شواية فاكتوري" لديها نوع من البوكسات اللطيفة التي تستهدف الموظفين حيث تسهّل عليهم تناول هذه الوجبة وهم في عملهم

ومن هذا الباب، حرصت على تحليل كافة تفاصيل البراند واستراتيجيته؛ لأقوم بالتحليل والبحث والدراسة ومن ثم انتقل الى مراحل بناء الهوية

ماذا سيحصل ان لم اقم بتلك الخطوة وبدأت مباشرة وكل همّي هو ان يكون التصميم جميلًا؟، سيبدأ المطعم بالعمل في وجود تضارب (عدم اتساق) بين استراتيجيته وهويته البصرية = خلل في الانطباع وتشتت لعملاء وزبائن المطعم المستهدفين = انخفاض في مدى رغبتهم بالعلامة لعدم توافقها معهم = تأثير سلبي يمتد حتى على المبيعات

اذًا وماذا حصل عندما ركزت على بناء وتصميم هوية صحيحة؟، اصبحت شواية فاكتوري تمتلك الآن سلسلة مطاعم وتوسعت بشكل ممتاز في وقت وجيز ما شاء الله

صحيح أن توسعهم ليس ناتج عن الهوية بمفردها، بل منظومة متكاملة من الإتقان في البزنس، أحد أركانها هي العلامة، وأحد أركان العلامة هي الهوية الصحيحة

الخطوات لضمان صحة الهوية

كما عرفت الآن من خلال المثال، لتحظى بهوية صحيحة عليك ان تجمع الجانب الجمالي والابداعي بالجانب العملي المتّسق مع استراتيجية العلامة، لذلك:

1. ابدأ بالاستراتيجية

2. حلل، ابحث، وادرس السوق

3. حدد تموضع العلامة وميزتها الفريدة

4. ابني هوية بصرية متسّقة مع نتائج تلك الخطوات الثلاث

نحن كبشر لدينا تحيّزات وميول وتعاطف في مشاريعنا، لذلك هذه الخطوات الأربع تحتاج نظرة من خارجك، تحتاج مستشار ومختص في استراتيجية العلامة ليبنيها معك بعيدًا عن الميول وتقليلًا للمخاطرة.

مردود الهوية البصرية الصحيحة

لن ابالغ ان قلت لك ان احد عوامل نجاح معظم المشاريع التجارية تكمن في وجود مظهر بصري صحيح، لأن ذلك سيحقق لهم عدة نقاط

ستحظى العلامة باتساق الوان واشكال وتنسيقات هويتها مع استراتيجيتها واهدافها، وذلك بكل بساطة يعني ان العلامة ستكون اقرب لجمهورها حيث ستظهر بالمظهر الذي يرتبط معهم، وبالتالي جمهورها سيكون اكثر انجذابًا لها، إضافةً إلى أنه سيسهل على العلامة اطلاق حملات ترويجية بمظهر صحيح مما يعزز من نجاحها، والكثير من العوائد المباشرة والغير مباشرة.

اُغلق ذلك الفخ

بمجرد ان تكون اكثر وعيًا بهوية بصرية صحيحة اكثر من جميلة فحسب، اصبح ذلك الفخ مغلقًا لن تسقط فيه، وطالما اصبح مغلقًا فلم يعد هناك حاجزًا يعيق نجاح الظهور البصري للبراند، المهم ان تحرص على اختيار شخص خبير