كيف تصنع غاية البراند نتائج لمشروعك
هي نقطة البداية
١ رجب ١٤٤٧ هـ
تاريخ النشر
الاستراتيجية
التصنيف
6 min
وقت القراءة
في أحد الأيام وأنا اقرأ أحد الكتب، وقفت عند فقرة عجيبة تقول: أن غاية العلامة (Purpose)، يمتد أثرها حتى في زيادة القيمة السوقية لها.
ومنها تأكدت لماذا أول خطوة نعملها في استراتيجية البراند هي تحديد الغاية.
نعم الغاية عبارة عن جملة، فيسأل الكثيرين: ليش نهتم لها اذا كانت مجرد عبارة؟.
إذا ما كانت ذات أهمية، لماذا هناك علامات تدفع مئات الآلاف لوكالات تعمل لها استراتيجية وأهم نقطة فيها هي الغاية؟
بعيدًا عن كوْني لا أتفق في أسلوب عمل الاستراتيجية لدى العديد الوكالات، إلا أننا جميعًا ندرك ضرورة وجود وتفعيل غاية العلامة.

في الصورة توضيح للدائرة الذهبية وهو تمرين نعمل عليه، نلاحظ أن الـWhy (الغاية) هي العمق والقلب النابض
الدور الفعلي للغاية في نجاح علامتك
الغاية ببساطة هي سبب البدء (الـWhy). هي سبب بدئك للمشروع. إذًا الغاية هي التحدّي والمشكلة الموجودة حاليًا في المجتمع/السوق وترغب أنت بحلها، لذلك بدأت مشروعك.
دور الغاية:
تخاطب الدماغ المسؤول عن المشاعر والثقة، مما يجعل قرار الشراء يجذب من يؤمن بها مباشرة
وضوح الغاية هو ما يبني ولاءً طويل الأمد وعلاقات مستدامة مع العملاء
تجعل الموظفين يبذلون قصارى جهدهم ليس من أجل الراتب فحسب، بل اولًا من أجل القضية التي تحملها العلامة
لننظر لذلك بلغة أرقام:
تقليل تكاليف التسويق: لن تهتم كثيرًا بعمل تخفيضات او حملات تسويقية لتقنع الناس بالشراء
زيادة معدل التكرار: الولاء طويل الأمد = مبيعات مستمرة من نفس العملاء
تقليل تكاليف التوظيف: نسبة بقاء الموظفين أعلى، بالتالي لن تتكلف في جلب آخرين باستمرار وتدريبهم
أنت حاليًا ان كنت قد بدأت في مشروعك وتعمل عليه.. ستعرف معنى الغاية فعلًا. فهي الدافع في كل لحظة تريد أن تستسلم فيها.
اذا اختصرنا الموضوع سنقول: تحديدك وتفعليك لغاية العلامة هو من أذكى الاستثمارات. والعائد على الاستثمار فيها عالي.
تذكَّر: الإيرادات، المبيعات، والفلوس عمومًا هي ناتج وليس سبب بدء.
كيف تحدد غاية العلامة؟
كما ذكرنا، الغاية هي سبب وجود فكرة مشروعك اللي نتجت عن وجود مشكلة تريد حلّها. فالغاية عُرفت من قبل أن تبدأ المشروع.
لكن أعرف تمامًا أنه في معظم الحالات كثير منّا يبدأ ولم يحدد غايته جيدًا، أنا كنت كذلك.
تحديدنا للغاية بعد اطلاق المشروع بفترة لن يسبب إشكالية بل هو أشبه بإعادة ضبط البوصلة لسفينة كانت تبحر بشكل عشوائي حتى إن كانت تحقق بعض التقدّم والنتائج.
لذلك قرار تحديد الغاية وتفعيلها يمكن أن يكون نقطة تحول كبرى لأي كيان.
كل ماتحتاجه الآن هو تسأل نفسك:
ما الذي تؤمن به وتطمح بتغييره في المجتمع والسوق؟
اذا تركنا المال جانبًا.. لماذا ستكمل العمل على مشروعك؟
الإجابة على هذين السؤالين = غاية العلامة. ومن المهم أن تقوم بها مع مستشار ليوجّهك التوجيه الصحيح.
من مجرد كتابة الى نهج عملي
تحديد الغاية ليس عشوائي، لابد من حقائق وأرقام. نحتاج أن نتأكد من حقيقتها ثم كيف نفعّلها.
اولًا، مدى المشكلة: ماهو حجم المشكلة؟ هل فعلًا موجودة؟ هل تتصاعد؟. قبل كم شهر عملت مع مؤسس علامة (أَروِد)، ووجدت دراسة من LinkedIn، أن 88% من الموظفين في السعودية يشعرون بأنهم مرهقون. وهناك بحث يقول أن نمط الحياة السريع وضغط العمل قد يزيد خطر الإصابة بأمراض خطيرة بنسبة من 10% إلى 40%
يفترض أنك عرفت سبب بدء (غاية) علامة أَروِد.
ثانيًا، انعكاس الغاية: بعد أن حددنا سبب البدء وتحققنا منه، يبدأ التحوّل من مجرد كتابة إلى نهج عملي ينعكس في كل شيء في العلامة، لن أطيل عليك ولكن لأقول لك انعكاسين فقط:
وضوح المهمة: مَهمة أَروِد أصبحت واضحة وهي مساعدة الأفراد المهنيين على خلق بيئة تدعم صفاءهم، وذلك من خلال منتجات تدعم تشكيل ركن منزلي للعودة للذات من قهوة وكتاب وأدوات أخرى.
اسم العلامة: أرود هو اسم من العربية يعني التروي والتأنّي والهدوء.
من الواضح الآن أن الغاية ركن وركيزة في العلامة وليست مجرد عبارة رنانة واهمة.
غاية المقال
سببي لكتابة المقال هو قلة الوعي بأهمية وجود غاية للعلامة وتفعيلها، وذلك يعني أن مهمتي هو زيادة الوعي بتلك الأهمية من خلال خطوات عملية، وأتمنى أني فعلًا أفدتك.
العلامات التي تعرف غايتها لا تصرخ في السوق، بل يُسمَع صوتها دون جهد.
أكبر مثال على ذلك شركة آبل التي تتربع على عرش ثالث أكبر قيمة سوقية على الرغم من أننا لا نسمع خصومات منها او محاولات جذب وإقناع مزيفة أو مستهلكة. هي تظهر بقوة في حفل سبتمبر السنوي ونشاهد حينها طوابير خارج الفروع.
آبل بدأت بقضية "تحدّي السائد، وابتكار منتجات تُحسّن حياة الناس اليومية"
تصلك أحدث المقالات مباشرة ومجانًا على بريدك
تركز المقالات على بناء وتطوير العلامات الناشئة وأهمية البراند الشخصي للمؤسس، أتطرق فيها حول الظهور والتسويق والمحتوى، وأفكاري حول ريادة الأعمال العصرية.
تحتاج توجيه عملي؟



