خطوات لهوية متسقة لا تُنسى
ترسخ في الذهن
١٦ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ
تاريخ النشر
التسويق والظهور
التصنيف
5 min
وقت القراءة
في السنوات الأخيرة أصبح السوق واعي بأهمية العلامات وكيف تكون هويتها، والعملاء أيضًا أصبحوا انتقائيين وتؤثر فيهم انطباعات الهوية
بالتالي أصبح أي شخص بيفتح مشروع، يهتم كثير في الهوية، لكن أغلبهم بعد فترة يقول: ليش الناس ما يتذكرون العلامة؟ ليش العلامة ما تثبت؟ ليش كل جهود التسويق ما تعطي الثمرة المتوقعة؟
امتلاك هوية خطوة، لكن ترسيخها في ذهن العميل شيء آخر تمامًا. السوق مزدحم، اجعلني كعميل أتذكرك لآتي إليك وأستمر بالقدوم.
هنا نأتي لقاعدة مهمة، وهي الاتساق؛ لأن العلامة ليست شعارًا، بل تكرارًا في الانطباع.
لنبدأ بفهم المصطلحات
الاتساق: يعني أن كل ما يخرج من العلامة – بصريًا، لغويًا، وسلوكيًا – يعكس شخصية واحدة واضحة لا تتناقض مع نفسها، بمعنى آخر.. العلامة تتصرف، وتظهر، وتتواصل بنفس الروح في كل مكان. مثل صديقك ذلك الذي لديه أسلوب معروف في اللبس
الهوية: المظهر البصري من شعار وأنماط وتصميم وألوان ، أيضًا نبرة الصوت وأسلوب الكتابة والتواصل
يعني أن العلاقة بينهم هي أن تكون علامتك تستمر في إظهار هويتها دومًا كما هي بنفس ألوانها وأشكالها وأسلوبها ونبرة صوتها. هنا نقدر نقول أن هناك اتساق في الظهور
لماذا تخفق العلامات في الاتساق
وخصوصًا الناشئة منها او الصغيرة. الأسباب:
تغيّر الأسلوب بين المصممين.
محتوى غير مخطط.
غياب الدليل البصري.
التوسع بدون ضبط الهوية.
نشر محتوى حسب المزاج.
لماذا نحافظ على اتساق الهوية
قبل أن ندخل في كيفية الحفاظ على الاتساق لنسأل اولًا: لماذا نحتاج ذلك الاتساق؟. الإجابة ببساطة هي لكي لا تواجه الأسئلة الثلاث التي في مقدمة المقال. او نختصرها ونقول: لقتل التشتت والعشوائية.
أنا جزمت أن اكتب هذا المقال بأكثر أسلوب عملي وواضح، لذلك إليك جدول مقارنة بين علامة تهتم بإظهار الهوية باتساق وأخرى لا
المعيار | هوية بلا اتساق | هوية باتساق |
|---|---|---|
1) الذاكرة البصرية | لا تُحفظ بسهولة؛ كل نقطة اتصال وكل منشور يبدو علامة مختلفة | تُميَّز فورًا بفضل تكرار الألوان والأسلوب حتى مع عدم وجود اسم او شعار العلامة |
2) الانطباع المهني | تبدو عشوائية وغير مستقرة، بالتالي اهتزاز الثقة | تبدو احترافية ومنظمة، بالتالي اطمئنان أكثر |
3) التموضع في ذهن الجمهور | العلامة غير مفهومة، وبالتالي لا يستطيع الجمهور تحديد مكان للعلامة في ذهنهم | صورة ذهنية واضحة وثابتة لدى الجمهور، بمجرد ذكر النشاط يتم استذكار علامتك |
4) الرسائل التسويقية | حملاتك الإعلانية يتغير مظهرها باستمرار وتُربك العميل، بالتالي هدر مال وجهد ووقت | رسائل موحدة ومظهر موحّد يُعزز الهدف والهوية، بالتالي أداء أعلى في التسويق |
ممارسات للحفاظ على الاتساق
تخيّل معي فرقة أوركسترا عظيمة، عازفين مبدعين، مايسترو يقود بالفطرة.. لكن لا وجود لنوتة موسيقية. كارثة!!، عشوائية في الإيقاع بين العازفين، قائد متحمس لمشروعه الفنّي لكن ضايع، جمهور مشتت ومنزعج.
هذا بالضبط هو وضع العلامة عندما لا تكون متسقة في هويتها.
اذًا ماهي الممارسات التي يجب اتباعها؟ لنكمل تشبيه الاوركسترا:
1- وجود دليل الهوية (النوتة الموسيقية): استخدامات الشعار، منظومة الالوان والخطوط، الأنماط والتنسيق البصري وكل تفاصيل الهوية
2- حارس الهوية (قائد الأوركسترا): هو من يتأكد أن العلامة تظهر دومًا بالشكل الصحيح، ممكن يكون مستشارك للعلامة ومصمم هويتك، او ان كان لديك فريق فهو مدير العلامة او التسويق
3- التدريب (البروفات): دع مستشارك للعلامة والهوية يدرّبك أو يدرب فريقك في استخدام الهوية والمحافظة على الاتساق
4- مراجعة وتدقيق (ضبط الإيقاع): بين الحين والآخر دع المستشار يعمل فحص وتحليل دوري للعلامة وهويتها دون تغيير الهوية بشكل كامل
الهوية بدون اتساق = عزف عشوائي
الهوية مع اتساق = موسيقى جميلة تُميّز العلامة بين آلاف العلامات
اذًا
الاتساق لا يعني تكرار ممل. الاتساق = وضوح. الوضوح يعني ثقة.
العلامة المتسقة هي علامة قادرة على التموضع في أذهان عملائها والتمركز في السوق. هي علامة قابلة للتوسع والنمو.
تصلك أحدث المقالات مباشرة ومجانًا على بريدك
تركز المقالات على بناء وتطوير العلامات الناشئة وأهمية البراند الشخصي للمؤسس، أتطرق فيها حول الظهور والتسويق والمحتوى، وأفكاري حول ريادة الأعمال العصرية.
تحتاج توجيه عملي؟



