هل فرصة الافراد مستمرة؟
الفرصة تتزايد
العمل الحر
Feb 18, 2025
نرجع بالزمن لـ10 سنوات؟ جميل، كم مرة ذاك الوقت في عالمنا العربي سمعت او قرأت بكلمة "مستقل" او فريلانسر"؟، قليل. ماذا عن الآن؟ اصبحت تتكرر عليك كثيرًا. اليك فكرة اخرى تسبق زمنها، منهج "شركة الفرد الواحد" هو القادم، هل انت ستستعد له؟
سأجيب هنا في المقالة على تساؤل لابدّ وانك تفكّرت فيه، وهو (لماذا بدأ الكثير من الناس بتفضيل الحصول على خدمات ابداعية من الافراد وليس من الشركات؟)، والإجابة هي اشبه بـ"لمبة ولّعت في عقلك"
المقالة رسالة بداخل زجاجة وصلت الى شاطئك قادمة من المستقبل تخبرك عن مدى فرصة نموّك في العمل الحر كمبدع، ستأخذها وتقرأها؟
تصنيفات
لابدّ من وجود اسباب حقيقية تجعل فئة متزايدة من الناس تتجنب الشركات وتتوجه الى الافراد. وهذه الاسباب التي سأسردها لك، هي من واقع تجربتي الشخصية وتحليلي لهذا المشهد، وأيضًا بعض من الكتب التي قرأتها.
اكتشفت ان الاسباب متنوعة، وصنّفتها الى:
1.اسباب عملية
2.اسباب عاطفية
لتعرف المقصود بالتصنيف الاول، جاوب على هذا السؤال "هل اجراءات العمل وتسلسله والانتهاء منه يكون اسهل ام اكثر تعقيدًا عند الشركات التقليدية؟"
واذا تريد معرفة ما اقصده بالتصنيف الثاني فهذا السؤال لك "هل تشعر بأن التواصل مريح واكثر مرونة عند الشركات التقليدية ام عند الافراد؟"
من الاسباب العملية
أ. نظام العمل
في الشركات التقليدية: هناك تسلسل معقد ومطوّل من اجراءات ومراحل في العمل، الكثير من الاوراق والتفاصيل.
عند الافراد: يقدّم المحترف امور اساسية مثل الاتفاقية وعرض السعر وسلسلة اجراءات منظمة ليسير العمل بشكل سلس، لكن دون اي تعقيدات واجراءات مطوّلة
النتيجة، سهولة في التعامل وتوفير الوقت
ب. التركيز
في الشركات التقليدية: اهتمامهم بالعميل ضعيف، لديهم مشاريع كثيرة يعملون عليها في آن واحد، هم لايعتبرونك عميل دائم، بل انت رقم يذهب ويأتي غيره
عند الفرد: يعطي تركيزه ولن يتشتت العمل بين عدد واسع من الموظفين، حتى وان تعددت المشاريع التي لديه فلن يكون على عجلة في اتمامها؛ لأن مصاريفه محدودة، وهو يركّز على التجربة والتعامل
من الأسباب العاطفية
لأعطيك قصة، قبل 3 اشهر حصلت معي مشكلة في الدفع مع احد الشركات المعروفة، تواصلت معهم لإيجاد حل، ما المفاجأة؟ حتى الآن لم تحل المشكلة. شعرت أني مهمّش، بالتالي هذه القصة سيعرفها من حولي وتنتشر السمعة السيئة
هذه طبيعة معظم الشركات، تركّز على تكثير العملاء ولكنّها لاتعطيهم اي اعتبار وتعاطف
في المقابل عندما تتعامل مع فرد فأنت تتعامل مع منظومة ليس كبيرة، بل وفي غالب الأحيان انت تتواصل مع مقدّم الخدمة نفسه، تكون قريب منه ويكون متعاطف معك؛ لأن تركيزه على زيادة رضى العميل
يفكّر في تطوير تجربة عميل مثالية، سهلة، ومرنة، لدرجة ان تصبح سفيرًا لعلامته وتسوّق لها بنفسك، الن تشعر بارتياح مع شخص كهذا؟ بالطبع نعم
بإختصار، الفرد علاقته معك مباشِرة وإنسانية
الفرصة لازالت قائمة
سردت لك الأسباب لأن هدفي ايصال رسالة لك..
ثقة الناس بك كفرد في تزايد مستمر، الوعي ازداد والتوجّه نحو ذلك يصبح أكثر، وعالمنا العربي أرض خصبة للمزيد من الإبداعيين المستقلّين.
للمعلومية، حتى الشركات اصبحت تستعين بالمستقلين وتتعاون معهم في انجاز بعض المشاريع الإبداعية بدلًا من التوظيف. في تقرير من ماكينزي يقول أن أكثر من 70% من الشركات الصغيرة والمتوسطة تتجه نحو التعاقد مع الافراد بدلًا من التوظيف
الآن كل مايتعلّق بالتقنية والادوات التي تدعم العمل عن بعد/العمل الحر/شركة الفرد الواحد تأخذ مجرى يصب في مصلحتك وتدعم هذا النهج من العمل، من يقتنص الفرصة ويبني سمعته ويظهر كبراند شخصي قوي من وقت مبكّر سيعرف قيمة ذلك لاحقًا.
خلاصة القول..
لديك المهارة ولديك الخدمة التي تقدّمها، انت تحتاج فقط لمن يعطيك المنهجية الصحيحة وهي الجسر الذي يربط مهارتك ويوصلها الى الناحية الاخرى، الى بزنس حقيقي