العمل الحر صعب إلا اذا؟
غيّرت العقلية
العمل الحر
Jan 21, 2025
لديك مهارة إبداعية وتقدّم خدماتك فعلًا؟ الوظيفة ممكن تكون خيار ممتاز ومريح لك، تنفذ مهامك وراتبك يوصلك، بالتوفيق لك. لكن هل تريد الحرية بمعناها الحقيقي وليس المالي فقط؟ اذًا تذكّر ان العمل الحر ليس للجميع، لكن ان قررت اختيار هذا المسار وتحمّل عناء الرحلة فانطلق
واذا كنت تقرأ هذه المقالة فهي موجهة لك عند تجاوزك مرحلة نشأتك كمقدم خدمات ابداعية واصبحت متخصص في مجالك، لديك عملاء ودخل لا بأس به، طموحك هو ان يصبح هذا العمل الحر بزنس حقيقي وليس عملك كفريلانسر (مبدع عادي مستقل)
هذه المقالة بوصلة ترشدك للعقلية الصحيحة، سأوضحها لك من تجربتي الشخصية في النمو والتحوّل من عقلية الفريلانسر الى تبنّي منهجية شركة الفرد الواحد
عقلية الفريلانسر العادي
المستقل شخص امتلك حرية اختيار العملاء والمشاريع وامتلك حرية الوقت والمكان، ولكن يصل لسقف لايمكن اختراقه، وهنا تبدأ مرحلة الضياع والتفكير الزائد. يحلم ان ينمّي عمله ولكن يواجه تحدّيات كثيرة
احد اسباب هذه التحدّيات تكون في عدم الادراك بالمسار المناسب له للنمو، وهو أن يظن أن معادلة النمو عبارة عن (اشتغل مشاريع كثير تكسب فلوس كثير)، جميل، ولكن لن يحل المشكلة. انا في الحقيقة كان تفكيري مثل تفكيره قبل سنوات
من الاسباب الأخرى هي عدم امتلاكه عقلية بزنس، لذلك تجده يركّز على تطوير مهارته الإبداعية فقط. بالتالي، طالما كان ذلك تركيزه فالنتيجة ملف اعمال اقوى وليس بزنس قابل للنمو
لايوجد شيء وسط، اما الوظيفة واما العمل الحر، لايوجد شيء بينهم اذا كنت تريد النمو؛ فاختيارك للعمل الحر يعني أنك مُلزم تجاه نفسك بتعلّم مهارات كثيرة خارج نطاق مهارتك الإبداعية وعليك كسب معرفة في التجارة وريادة الأعمال وتطويرها.
عقلية شركة الفرد الواحد
تعلّمنا أن العمل الحر يعني ان تبني بزنس تقليدي يتطلب منك العمل يوميًا لمدة 16 ساعة على مدى سنتين في مرحلة التأسيس، ولكن مالم يعلّمك إياه الآخرون ان هناك منهجية اخرى اكثر ملاءمة للإبداعيين الذين يسعون لحرية من نوع مختلف
عندما اقول شركة فرد واحد، لا اعني اطلاقًا شركة بمعناها الحقيقي التقليدي كفريق ضخم ومكاتب موظفين بل هي منهجية تعمل فيها بطريقة تشبه الشركة، لديك نظام وإطار ومراحل عمل مبنية ولديك تخطيط استراتيجي وكل ذلك
وهذه المنهجية لاتعني انك ستبقى تعمل طوال العمل بمفردك، نعم قد تكون بمفردك لفترة ولكن بإمكانك لاحقًا اعتماد مساعدين او مستقلين ثم فريق صغير مع الوقت
باختصار، هي أنك لن تكون بضخامة الشركات ولا بمحدودية النمو للفريلانسر العادي، فهي باختصار اشبه بأن تكون فريلانسر تعمل بعقلية شركة ترتكز عليك. تعطيك حرية الفريلانسر وبنفس الوقت تعطيك النمو والدخل الذي لن يحققه المستقل العادي
طالما احترفت مهارتك وتريد ان تكوّن من نفسك بزنس حقيقي مستدام يحقق النمو مع بقاء الحرية والمرونة، فكّر بالتالي:
اطّلع دومًا على اساسيات التجارة وريادة الأعمال
استشر من سبقك وتعلّم المهارات التي تحتاجها
ابني الأنظمة، وضع الاستراتيجيات
ارفع مستوى الكفاءة في عملك لتوفّر الوقت وتزيد الدخل
خطط في الاستعانة بمساعدين وفوّض مهام
الكلام سهل والتنفيذ….؟
الكل يقول “الكلام والسهل والتنفيذ صعب”، والكل يعرف ان الكلام أسهل من الفعل، ولكن القليل من يعرف أنك ان امتلكت مهارة وتعمل بها وتريد أن تجعلها تحقق النمو وتشبه الشركة فستعمل وتنفّذ وانت ترى ان الصعوبة متعة وليس راية استسلام ترفعها
واعرف أنك طالما صنعت من مهارتك مصدر دخل، فتستطيع ان تنتقل الى المرحلة التالية لتصبح اكبر من مجرد فريلانسر دخله بضعة آلاف، فقط تحتاج أن تتعلم وتطبّق وتستشير من خاض نفس تجربتك وسبقك